على حسب رأي الوزير الإسرائيلي بيني غانتس عضو مجلس الحرب الإسرائيلي المكون من ثلاثة أعضاء، تعتبر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن إسرائيل دولة إرهابية، وإرهابها يفوق بكثير إرهاب داعش والقاعدة وحماس، التي صنفت كمنظمات إرهابية منذ أحداث السابع من أكتوبر.
فهل ستلتزم الولايات المتحدة، الدولة الحرة الديمقراطية، برأي الأغلبية العالمية في تصنيف جيش الدفاع الإسرائيلي كإرهابي مثل داعش؟ أم أن الديمقراطية العالمية مجرد وهم لا قيمة له؟ هل ستستمر واشنطن في إرسال عشرات الآلاف من الأطنان من المساعدات إلى تل أبيب رغم أنها تُعتبر “دولة إرهابية” مثل داعش، طالبان، والقاعدة؟
هل هناك “إرهابي جيد” و”إرهابي سيئ”، والفرق بينهم هو من يخدم المصالح الأمريكية؟
لا يوجد قتل مبرر أو قاتل طيب.
هناك قاتل قوي قادر على تشكيل العالم وسرديته كما يريد، وهناك قاتل ضعيف لا يملك القوة لتشكيل العالم وسرديته. هذا هو الفرق، لكن الدول تنتصر بالإرهاب “ولا عجب”. الإرهاب أداة، والموقف الأمريكي “والعالم الحر” منه يعتمد على المصالح: “هل يحقق مصالحي أم يعارضها؟”
الإرهاب كأداة لتحقيق المصالح
استخدام الإرهاب كأداة سياسية لتحقيق المصالح ليس بالأمر الجديد. الدول الكبرى على مر التاريخ استخدمت هذه الأداة بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وتغير مواقفها يتبع مصالحها.
ازدواجية المعايير
ازدواجية المعايير التي تتبعها الولايات المتحدة والدول الكبرى بشأن الإرهاب واضحة. عندما تخدم مجموعة معينة مصالحها، تغض النظر عن أفعالها بل وتدعمها. وعندما تعارض مجموعة أخرى مصالحها، تشن عليها حروب لا هوادة فيها.
الخاتمة
في النهاية، يجب أن ندرك أن المصالح هي التي تحكم العالم، وليس المبادئ أو القيم. الديمقراطية، الحرية، حقوق الإنسان، كل هذه الشعارات تُستخدم فقط عندما تكون مناسبة لتحقيق الأهداف.
إن لم ندرك هذه الحقيقة، سنظل نعيش في وهم المجتمع الدولي المثالي، الذي هو في الحقيقة مجرد تمثال من العجوة يمكن مضغه وابتلاعه متى شاءت القوى العظمى.