التوسع الروسي في أفريقيا: الفيلق الأفريقي الروسي يهدد النفوذ الفرنسي وسط تباين استراتيجيات القوى الكبرى
بدأ ظهور الفيلق الأفريقي الروسي الذي تم إنشاؤه حديثاً في ليبيا، حيث شارك مؤخراً في العمليات العسكرية بدولة مالي. هذا التوسع الروسي في أفريقيا يأتي على حساب النفوذ الفرنسي، في وقت تتبنى فيه الولايات المتحدة استراتيجية تركز على حماية مصالحها الخاصة في المنطقة بدلاً من الدفاع عن مصالح حليفتها فرنسا.
يمكن تفسير هذا التباين في الاستراتيجيات بين الولايات المتحدة وفرنسا بالإجراءات الانتقامية السياسية التي اتخذتها فرنسا مؤخراً. على سبيل المثال، أيدت فرنسا قرار محكمة الجنايات الدولية ضد إسرائيل، ودعمت مقترح الهدنة الذي قدمته المخابرات المصرية. كما هددت فرنسا بإرسال قوات إلى أوكرانيا حتى في حال تقاعس الناتو والولايات المتحدة، وزار الرئيس الفرنسي الصين لدعم مشروع الحزام والطريق.
تسعى فرنسا إلى استعادة مكانتها كدولة محورية في النظام العالمي. ومع ذلك، يبدو أنها نسيت أن صعودها وامتلاكها حق الفيتو، رغم كونها دولة مهزومة بعد الحرب العالمية الثانية، جاء كجزء من توازن القوى الدولية. فرنسا اليوم تواجه مخاوف من احتمال ترك الولايات المتحدة أوروبا لمواجهة استنزافها من الروس بينما تركز واشنطن على احتواء الصين، مما يضع فرنسا في موقف دفاعي لحماية مصالحها.
في هذا السياق، يظهر التمدد الروسي في أفريقيا كجزء من الصراع الجيوسياسي الأوسع بين القوى الكبرى، حيث تسعى كل منها إلى تعزيز نفوذها وحماية مصالحها في مناطق مختلفة من العالم.