استطلاع: ارتفاع معدلات الهجرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسط تحديات اقتصادية وسياسية متزايدة

كشف استطلاع حديث أجراه مركز “الباروميتر العربي” عن ارتفاع مستمر في معدلات الرغبة في الهجرة بين سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تتزايد التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه المنطقة.

تباينات واضحة بين الدول

رصد الاستطلاع تفاوتًا كبيرًا في نسب الراغبين في الهجرة بين دول المنطقة، إذ جاءت تونس في الصدارة بنسبة 46% من السكان الذين أعربوا عن رغبتهم في الهجرة، تليها الأردن بنسبة 42%، ثم لبنان بنسبة 38%. وفي المغرب، بلغت نسبة الراغبين في الهجرة 35%، بينما سجلت موريتانيا والأراضي الفلسطينية نسبة 25%. وكانت الكويت الأقل رغبة في الهجرة بنسبة 16%، بفضل استقرارها الاقتصادي.

وأشار التقرير إلى أن نسبة الراغبين في الهجرة بقيت مستقرة في معظم الدول مقارنة بالعامين الماضيين، باستثناء الأردن، حيث تراجعت النسبة بمقدار 6 نقاط مئوية.

الدوافع الاقتصادية في الصدارة

أكدت نتائج الاستطلاع أن الدوافع الاقتصادية تمثل المحرك الرئيسي لرغبة الناس في الهجرة، حيث يرى أغلب المهاجرين المحتملين أن الوضع الاقتصادي في بلدانهم سلبي. تصدرت الأردن وتونس القائمة بنسبة 90% و89% على التوالي، فيما سجل لبنان 72%، وموريتانيا 69%. وفي الأراضي الفلسطينية، أشار 57% إلى أن دوافعهم اقتصادية، بينما كانت النسبة أقل في الكويت (29%).

الأمن والسياسة: عوامل مؤثرة في لبنان

في لبنان، تلعب الشواغل الأمنية والعوامل السياسية دورًا مهمًا في زيادة رغبة الناس في الهجرة. وذكر 27% من اللبنانيين الراغبين في الهجرة أن التوترات الأمنية كانت دافعًا رئيسيًا لقرارهم، في حين أشار 23% إلى القضايا السياسية و24% إلى الفساد كعوامل مؤثرة.

التعليم كدافع للهجرة في الكويت

على عكس الدول الأخرى، كان السعي للحصول على تعليم أفضل هو المحرك الرئيسي لرغبة الكويتيين في الهجرة، حيث أشار 56% من الراغبين إلى أن التعليم هو السبب الأساسي.

الوجهات المفضلة

تبقى الولايات المتحدة وكندا الوجهتين الأكثر شعبية بين الراغبين في الهجرة من المنطقة، تليهما دول غرب أوروبا ودول الخليج. ويعتمد هذا التفضيل على الصلات اللغوية والثقافية، إذ يفضل الناس الهجرة إلى الدول التي لها روابط تاريخية مع دولهم والتي تضم جاليات كبيرة.

الهجرة غير النظامية: خيار متزايد

ورغم أن أغلب الراغبين في الهجرة يفضلون الحصول على الأوراق الرسمية اللازمة، إلا أن هناك نسبة كبيرة في المنطقة لا تمانع في الهجرة بدون هذه الأوراق. في المغرب، يدرس 53% من الراغبين في الهجرة هذا الخيار، وتبلغ النسبة في موريتانيا 44%، ثم تونس 42%، والأراضي الفلسطينية 30%.

شهدت موريتانيا زيادة كبيرة في الاستعداد للهجرة دون أوراق رسمية، حيث تضاعفت النسبة من 22% في 2022 إلى 44% في 2024، مما يبرز تنامي الصراعات الداخلية وصعوبة الحصول على الأوراق الرسمية اللازمة.