مقالات

صحافة الديمقراطية و صحافة الحزب الواحد

بقلم اسماعيل جمعه الريماوي

في الدول الديمقراطية تسعى الحكومات الرسمية إلى الحفاظ على الصحافة الحرة و المستقلة و التي تعبر بشكل جلي عن السلطة الرابعة التي تمارسها الصحافة من نقد و تصحيح بدون المس باي شخص أو كيان بل تكون معبرة فقط عن رأي المواطن و همومه و تحارب الفساد و الإقصاء بل تكون راي الجميع بغض النظر عن الانتماء الحزبي والسياسي أو الديني أو العرقي فهي للكل أما في دولنا العربية نرى العكس في صحافة الرأي الواحد و الحزب الواحد و صحافة الإقصاء ممن ينتقد أو يكون ذو راي مختلف عما يعبر عنه الحزب الحاكم أو السلطة الحاكمة و إقصاء هذا الرأي و منعه عن التعبير عن رأيه حتى لو كان يتحدث بصوت المواطن أو صوت الوطن فالحزبية هنا اهم من الوطن و المواطن و من يخرج عنها كمن خرج عن الصف الوطني أو الإجماع العام و هو ما يعبر عن كتم واخراس الرأي الآخر وتهميشه و هنا اعبر بما اني مواطن فلسطيني عن الصحافة الفلسطينية التي تقوم بذلك أيضا فهي في الغالبية تعبر عن الصوت الواحد و تهمش أو تمنع الآخر و في الفترة الأخيرة تتجه إلى تأميم بعض الصحف التي كانت مستقلة و تتمتع ببعض الحرية في ظل الاحتلال الصهيوني الذي هو مسلط أيضا على رقاب المواطن و يقمع حريته في كل شيء ، فالقانون ينص في الدول الديمقراطية على حرية الصحافة في انتقاد الحكومة و انتقاد توجهاتها أن كانت سياسة أو اقتصادية لا تعبر عن رأي الأغلبية . فإما أن تكون صحافيا مستقلا أو لا تكون صحافيا، هذا هو العنوان الأبرز لصحافة اليوم والغد، وهو ما نجده في البلدان الديمقراطية، خاصة في ظل الدور المتعاظم الذى تقوم به وسائل الإعلام المختلفة كقاطرة في أي تغيير منشود.وإذا كانت البلدان الديمقراطية تحتفظ بالصحافة الحزبية فقط في متاحفها، فإن بعض الدول الديمقراطية تخلت منذ نهاية القرن التاسع عشر عن الصحافة الحزبية نهائيا .

إعلانات

اسماعيل جمعه الريماوي

السيد اسماعيل جمعه الريماوي كاتب وباحث فلسطيني في الشؤون الفلسطينية و الإسرائيلية و الحاصل على تخصص العلوم السياسية و اسير محرر من سجون الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى