لبنان يعيد عشرات الضباط والجنود السوريين: تحركات دبلوماسية ودعوات لإعادة هيكلة الأمن في سوريا
أعاد لبنان نحو 70 ضابطًا وجنديًا سوريًا إلى بلادهم بعد دخولهم الأراضي اللبنانية بصورة “غير قانونية”، وفقًا لمصدر أمني لبناني والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وصرّح مسؤول أمني لبناني لوكالة “رويترز” أن الضباط والجنود السوريين كانوا على متن شاحنة في مدينة جبيل الساحلية الشمالية، حيث اكتشفهم مسؤولون محليون أثناء تفتيشها. وقد دخل هؤلاء عبر معبر العريضة الحدودي شمال لبنان.
وأكدت مصادر أن السلطات السورية اعتقلت الضباط والجنود فور عودتهم إلى الأراضي السورية.
هروب مسؤولين سوريين إلى لبنان
في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول، أفادت تقارير بهروب كبار المسؤولين السوريين إلى لبنان بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر. ومن بين هؤلاء رفعت الأسد، عم بشار الأسد، الذي غادر مؤخرًا من بيروت إلى دبي برفقة أفراد من عائلته، وفق مصادر أمنية لبنانية.
الإدارة السورية الجديدة: إعادة هيكلة المنظومة الأمنية
أعلن رئيس الاستخبارات العامة للإدارة السورية الجديدة، أنس خطاب، عن خطط لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وحلّ الفروع السابقة التي قال إنها “سُلّطت على رقاب الشعب لأكثر من خمسة عقود”.
وأشار خطاب في بيان رسمي إلى الإفراج عن المعتقلين في الفروع الأمنية بدمشق بعد فرار المسؤولين عنها. وأوضح أن هيئة تحرير الشام تتولى حراسة هذه المراكز حاليًا.
تحركات دبلوماسية لدعم الإدارة الجديدة
أجرى القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، لقاءات مع مسؤولين عرب ودوليين لتعزيز الدعم للمرحلة الانتقالية. وشملت هذه اللقاءات رئيس جهاز الأمن الاستراتيجي البحريني أحمد بن عبد العزيز آل خليفة، ومسؤولين من قطر، الأردن، الولايات المتحدة، وتركيا.
وأعربت البحرين عن استعدادها لدعم سوريا في تحقيق الاستقرار. وأكد وزير الدولة الليبي للشؤون السياسية، وليد اللافي، خلال لقائه مع الشرع، دعم ليبيا الكامل للسلطات السورية الجديدة، مشددًا على أهمية التعاون في ملفات الطاقة والهجرة غير الشرعية.
كما أعلنت ليبيا عزمها رفع التمثيل الدبلوماسي مع سوريا إلى مستوى سفير دائم في دمشق.
آفاق المرحلة القادمة
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع في بناء شبكة علاقات دولية تدعم الانتقال السياسي في البلاد، مع وعود بإعادة بناء الدولة على أسس تحترم تضحيات الشعب السوري.
